ادعية مستجابة لتفريج الهم والحزن ؟
تفريج الهمّ والحزن في السّيرة النّبوية
لقد سعى النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - في توفية غُرماء جابر وقضاء دين بلال رضي الله عنهما، وكان صلوات الله وسلامه عليه يُفرّج كرب المعدوم، ومن أصابته النوائب؛ ولذلك قالت السّيدة خديجة رضي الله عنها:" كلاَّ والله ما يُخزيك الله أبداً، إنّك لتصل الرّحم، وتحملُ الكلَّ، وتقري الضّيف، وتُكسبُ المعدوم، وتُعين على نوائب الحقّ "، رواه البخاري. فمن كان هذا وصفه، لا يُخزيه الله أبداً، كما قالت أمّ المؤمنين، فكلّ مقدمة لها نتيجة، والبرّ لا يبلى، ومن زرع خيراً حصد خيراً. فضل تفريج الهمّ والحزن عن النّاس مساعدة الآخرين من أعظم أبواب الخير، ولها مكانة عالية جدّاً في الإسلام، والذي جاءت عقائده وشرائعه لإصلاح العلاقة بين العبد وربه، وبين العباد أنفسهم.
ولهذا حثّ الإسلام على إيصال النّفع للآخرين بقدر المستطاع، لأنّ هذه المساعدة نوع من العبادة التي يرجو بها المسلم الثّواب من ربّه، على أن يكون عمله هذا خالصاً لوجه الله تعالى. وأمّا عن فضائل هذه المساعدة، فمنها:
مساعدة الآخرين نوع من الإحسان، وقد قال تعالى:" وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ "، البقرة/195، وقال سبحانه:" إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ "، الأعراف/56. تفريج الهمّ والكرب
عن المسلم الذي يكون في عون أخيه المكروب، روى البخاريّ ومسلم في صحيحيهما، أنّ عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربةً فرّج الله عنه كربةً من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة ". قوله صلّى الله عليه وسلّم:" صنائع المعروف تقي مصارع السّوء، وصدقة السّر تطفئ غضب الربّ، وصلة الرّحم تزيد من العمر "، رواه الطّبراني وحسّنه الألباني. والمصرع: هو مكان الموت، فيقي الله من يحسن إلى النّاس بقضاء حوائجهم من الموت في مكان سيء، أو هيئة سيّئة، أو ميتة سيّئة. أفضل الأعمال التي يفعلها المسلم لأخيه المسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سُئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" أيّ الأعمال أفضل؟ قال: أن تدخل على أخيك المؤمن سروراً، أو تقضي له ديناً، أو تطعمه خبزاً "، رواه ابن أبي الدّنيا في كتاب: قضاء الحوائج، والبيهقي، وغيرهما، وحسّنه الألباني.
تعليقات: 0
إرسال تعليق